(المسيحية.. وجهة نظر إسلامية)

ما يقوله المسلمون من كلمات طيبة بحق المسيح عليه السلام واجب عليهم ومفروض عليهم، ولا يعتبر غشاً أو خداعاً، ومن أقوال القرآن الكريم في عيسى عليه السلام قوله تعالى:.

(ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) البقرة (87).

(إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين) آل عمران (45).

(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا) النساء (171).

(وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين) المائدة (46).

(وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين) الأنعام (85).

ويقول المسيحيون أن ماادعاه محمد عن المسيح وأمه مريم عليهما السلام إنما هو مقتبس من كتب اليهود والنصارى، ورغم أنه كان أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة إلا أن الرد سيكون من كتبهم ومما ادعوه.. ومن نصوص القرآن الكريم التي ادعوا أنها مقتبسة من كتبهم..

كيف لمحمد عليه الصلاة والسلام أن يذكر مريم بأنها كانت أفضل النساء.. مع أنها لم تكن عربية!.. بل كانت تنحدر من عرق نظر له العرب بازدراء طوال ثلاثة آلاف عام.. لم يكن لمحمد اختيار.. إنما هو اختيار الله.. كان اختيار الله أن مريم أفضل النساء.. وكان أن فضلها الله بأن سمى سورة من القرآن باسمها.. في حين لم تجد مريم هذا الشرف في الإنجيل والتوراة ولا ابنها أيضاً.. كان أولى بمحمد عليه السلام أن يقحم اسم خديجة زوجته.. أو اسم فاطمة ابنته ومحبوبته.. ولكنهما لم تذكرا في القرآن أبداً.. فقد كان هذا اختيار الله..

(يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) آل عمران (43).

(إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين) آل عمران (45).

وكذلك فقد قال تعالى:.

(وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) مريم (32).

وقوله تعالى على لسان مريم في سورة آل عمران:.

(وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (42) يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين (43) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون (44) إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين (45) ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين (46) قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (47) ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (48) ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49)) صدق الله العظيم.

هذا المحتوى مماثل للموجود في الإنجيل.. ولكن هذا الوصف وكما أيده بعض رجال الدين المسيحيين يفوق وصف الإنجيل.. فما نستخلصه من هذه الآيات هو أن القرآن يخبرنا بما يلي:.

مريم أم المسيح عليهما السلام كانت امرأة شريفة فاضلة اصطفاها الله وكرمها على نساء العالمين.

ما جرى كان بوحي من الله إلى البشر.

عيسى عليه السلام كان كلمة الله.

عيسى عليه السلام هو المسيح الذي كان ينتظره اليهود.

إن الله سيحقق على يديه المعجزات منذ بدء ولادته.

إنما مولده عليه السلام كان بمعجزة.

أن الله سينزل على المسيح الوحي من عنده.

أنه سيبرئ الأكمة والأبرص والأعمى ويحيي الموتى وغير ذلك من المعجزات بإذن الله تعالى.

قارن بين النص القرآني وبين القول بإنجيل متى (1/18): (وهذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت أمه مريم مخطوبة ليوسف، فتبين قبل أن تسكن معه أنها حبلى من الروح القدس)..

ولوقا (1/34): (فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجلاً)..

كيف للتزييف والتقليد (القرآن على حد قولهم) أن يكون أفضل وأحسن من الأصل (الإنجيل على حد قولهم)؟!.. نحن نقول أن المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام كان واحداً من أعظم رسل الله، وأن المسيح حق، وأنه ولد بمعجزة وأحيا الموتى بإذن الله وشفى العديد من المرضى الذين لم يكن لهم علاج في زمنه،وفي الحقيقة.. لا يعتبر المسلم مسلماً إذا لم يؤمن بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.

(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) المائدة (82).

ولا توجد مذمة واحدة في القرآن كله لعيسى ابن مريم عليهما السلام.. أما اعتباره كلمة الله.. فكما قال الله للنور (كن) فكان في (تكوين 1/3).. وأما اعتباره آية من آيات الله لأن مولده وحياته ورفعه كان من آيات الله.

بعث الله كل نبي بما يناسب أهل زمانه.. فكان الغالب على زمن موسى عليه السلام السحر والسحرة وتعظيمهم.. فبعثه الله بمعجزات أذهلت السحرة.. وعيسى عليه السلام بعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة.. فجاءهم المسيح بما لا سبيل لأحد عليه.. فمن أين للطبيب إحياء الجماد أو مداواة الأكمة والأبرص أو إحياء الموتى؟!.. ومحمد عليه السلام بعث في زمن الفصحاء والبلغاء والشعراء وهو أمي لا يتقن القراءة ولا الكتابة.. فآتاهم الله بكتاب لو اجتمعت الإنس والجن ما جاءوا بسورة مثله..

يقول الله عز وجل في القرآن:.

- (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيل) النساء (171).

وهذا يعني أن:. المسيح كان رسولاً صاحب رسالة من الله..

كان كلمة الله لأنه خلق بكلمة (كن).. فكان..

كان ابناً لمريم.. فهو إنسان..

كان روحاً من الله ولم يكن آلهة.. وكانت حياته ومدة قيامه برسالته أقصر من غيره من الرسل دون أن يقلل هذا من شأنه وقيمته..

ونذكر هنا أن يوحنا قد أضاف الكثير من معاني التصوف (الغنوسي السكندري) إلى ذلك المعتقد المتعلق (بالكلمة) متأثراً بالمعنى اليوناني للكلمة (LOGOS).