(القول أنه ابن الله)

يقول إنجيل لوقا (3/38):. "..بن شيت، بن آدم، ابن الله"..

ويقول:. "دخل بنو الله على بنات الناس.."

ويقول العهد القديم (خروج 4/22): "اسرائيل ابني البكر"

وفي إرميا (31/9): "لأنني صرت لإسرائيل أباً وإفرايم هو بكري"

ومزامير (2/7) قال الرب أنت ابني، أنا اليوم ولدتك"

وبرسالة بولس إلى روما (8/14) "والذين يقوده روح الله هم جميعاً أبناء الله"

هل كل هؤلاء أبناء الله؟!..

هل كان عيسى ابناً مولوداً لله؟!..

كلا.. بل مخلوقاً.. لأن كلمة مولود تنتمي إلى وظائف الحيوان الوضيعة المتصلة بالجنس.. ولا يمكن أن نذكر أن الله تبارك وتعالى اتصل جنسياً بمخلوقة من مخلوقاته لتنجب له ابناً!!.. فقد خلقه الله كما خلق هذا الكون كله..

ولنعود إلى ها النص من الإنجيل:.

- متى (19/16-19): (وإذا تقدم واحد وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية، فقال لماذا تدعوني صالحاً وليس أحد صالحاً إلا واحد.. هو الله..)

ليس من أحد صالح سوى الله.. فمن هو المسؤول؟!.. السائل هو (واحد) ربما يكون أي شخص.. والمسؤول هو نبي الله.. لأنه يؤكد أن لا أحد صالح إلا الله.. إلا الله..

وأما الكلمة المذكورة في الإنجيل (هو الله).. فقد وجدت في الأناجيل ذات الطبعة القديمة.. وحذفت من الأناجيل ذات الطبعة الحديثة.. لماذا؟!.. تحذفون ما يناسبكم وتبقون ما يناسبكم.. ولكن ليس هذا هو مقصد الكلام.. ففي قول المسيح (لماذا تدعوني صالحاً.. وليس من أحد صالح إلا واحد..) إلا واحد.. وهو طبعاً لم يكن يعني نفسه لأنه نفى عن نفسه الصلاح بقوله (لماذا تدعوني).. ثم التأكيد لذلك الفتى اليهودي أن الخلاص مضمون ومؤكد شريطة أن تطيع أوامر الله.. (لا سفك دم بريء..) كيف يقول المسيح أن طاعة الله هي الخلاص.. بينما هو مدرك أن خلاص البشرية سيكون بتضحيته هو؟!.. (الخلاص قادم لا محالة).. كلمة يقولها الكثير من المسيحيين.. فلماذا (كامل الطاعة لله).. إذا كان هناك (سفك دم يفتدي به خطايا البشر وآثامهم)؟!.. لم يكن هناك اتفاق بين الله والمسيح.. ثمة طريقة واحدة للخلاص.. هي طاعة الله..

ولننظر إلى استجواب المسيح في القرآن الكريم كما ذكرته الآيات التالية في قوله تعالى:.

المائدة (115-118)

وعودة لأقوال الإنجيل:. (يوحنا 10/29): (..أبي أعظم من الكل..)..

(..أنا لا أقدر أن أفعل شيئاً من نفسي..)..

هل استشهدتم بأقوال ينسبها الإنجيل إلى (يسوع) مباشرة؟!.. إنها أقوال منسوبة إلى بولس.. بولس.. بولس..

(أبي الذي أرسلني..)..

(ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله): (متى 19/16-17).. وفي الطبع الحديثة من الإنجيل تغير النص إلى (لا صالح إلا واحد)..

إنه يرفض أن يصفه أحد أنه صالح.. كيف له أن يقبل أن يصفه أحد بأنه إله؟!..

قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن (يوحنا 8/58).

قد مات ابراهيم والأنبياء وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلى الأبد، لعلك أعظم من أبينا ابراهيم الذي مات، والأنبياء ماتوا.. من تجعل نفسك.. (يوحنا 8/51-53)

ويرد عليهم المسيح بقوله لهم:.

تقولون أنتم أنه إلهكم ولستم تعرفونه، أما أنا فأعرفه.. (يوحنا 8/55).

ويلقي اليهود سؤالهم:.

ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت ابراهيم (يوحنا 8/57).

ويقول لهم المسيح:.

الحق أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن (يوحنا 8/58)

أي قدر الله له الوجود قبل أن يوجد فعلاً كما قدر الله كل خلقه من البشر الذين شاء الله لهم أن يولدوا و/أو يكونوا.. ولم يكن المسيح موجوداً من قبل إلا كجنين في رحم أمه.. أما فيما يتعلق بمشيئة الله فوجود البشر عموماً يرجع إلى ما قبل الخليقة، والدليل على ذلك مقولة (نحميا) في العهد القديم (التوراة) التي يعتبرها النصارى متممة للإنجيل حيث يقول نحميا:. (أنا أعرفك قبل أن تكون في رحم أمك) وعندما تنظرون إلى كتاب اليهود كما يفعل اليهود فلا مشكلة في فهم التوراة أو الإنجيل، أنتم تعتقدون أن يسوع كان مع الله، ومحمد كان مع الله، وأنا.. وأنت.. كل الناس كانوا مع الله.. ولكن كيف كانوا مع الله؟!.. كانوا معه لأنه أشعرنا بوجودنا معه قبل أن نخلق.. فنحن معه.. أي في علمه..

إن نبي الإسلام أمرنا باحترام الإنجيل.. أجل.. ولكن أي إنجيل؟!.. فالإنجيل الموجود اليوم ليس هو إنجيل المسيح.. فقد أمرنا الله أن نحترم ما أنزله على عيسى.. لا إنجيل متى.. ولا إنجيل مرقس.. ولا لوقا ولا يوحنا.. هل لدى أحد الآن إنجيل المسيح عيسى ابن مريم؟!.. هاتوا إنجيل عيسى الذي نحترمه..

في الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم نجد تعبيرات مثل (قال الله لموسى).. (قال موسى لله).. إن هذا يعني بوضوح أن الله لم يقل هذه الكلمات.. وأن موسى كذلك لم يكتب هذه الكلمات.. وإلا قال موسى (قلت لله) و(قال لي الله)..

وبسفر التثنية نقرأ (فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب ودفنه في الجواء مقابل بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم)

ومعنى هذا أنه إلى ذلك اليوم لم يعرف أحد قبر موسى عليه السلام، اليوم الذي كتب فيه الكاتب هذا الكلام.. من الكاتب؟!.. وكلام من؟!.. إنه شخص ثالث.. ليس الله.. ليس سيدنا موسى عليه السلام..

ثم ذكر بعد ذلك موته ودفنه، وعدد أيام المناحة بعد موته.. كيف يذكر موسى موته ودفنه وعدد أيام المناحة التي تمت عليه وهو ميت؟!.. ليس هذا كلام الله..ولا كلام موسى.. إن أي تلميذ بأية مدرسة يستطيع أن يدرك ذلك..

وفي العهد الجديد (الإنجيل) في لوقا (1/1-4) يؤكد القديس لوقا أنه يحدد الطريقة التي كتبت بها الأناجيل.. لا بتكليف من الله، ولا بتكليف من الروح القدس.. ولكن بتكليف من نفسه.. ويتضح ذلك من قوله (رأيت أنا أيضاً..).

وفي لوقا (3/23) وما بعدها نجده يقول كلمات وعبارات مثل (نحو، على ما يظن، يحسبونه) وكأن الله سبحانه وتعالى يتكلم (بالظن) ولا يعرف (يقيناً)..

وفي العهد القديم في أخبار اليوم الأول (21/1) (ووقف الشيطان ضد اسرائيل وأغوى داود ليحصي اسرائيل).. وفي صموئيل الثاني (24/1) (وعاد فحمى غضب الرب على اسرائيل فأهاج عليهم داود قائلاً امض واحص اسرائيل ويهوذا)..

ترى من أمر داود أن يحصي اسرائيل، الشيطان أم الله؟!..

وهناك الكثير من التناقضات.. حتى أنهم يخطئون في وصف الجارية والزوجة، فتارة يسمون الزوجة جارية وتارة يسمون الجارية زوجة.. مثل (سفر التكوين 25/1) و(سفر الأيام الأول 1/32)

ولننتقل سوية إلى العهد الجديد.. (الإنجيل)..

ورد بإنجيل يوحنا (18/9) ما نصه (.. ما خسرت أحداً من الذين وهبتهم لي).

بنفس الإنجيل.. يوحنا (17/12) (.. فما خسرت منهم أحداً إلا ابن الهلاك ليتم ما جاء في الكتاب) إن الفرق هائل بين (لا أحد).. وبين (واحد).. لماذا جعل الروح القدس القديس يوحنا يتناقض بين الواحد واللا أحد؟!..

وفي متى (21/7) (وجاءا بالأتان والجحش ثم وضعا عليهما ثوبيهما، فركب يسوع).. هو ذا المسيح عليه السلام يجعلونه كواحد من لاعبي الجمباز ويكبونه حمارين..

وفي يوحنا (1/18) (ما من أحد رأى الله).. فلم يرى الله أحد.. وهذا قولنا نحن المسلمون.. ولكن قول القديس يوحنا يناقض ما جاء في التوراة.. ففي تكوين (32/30).. ها هو يعقوب يقول أنه رأى الله وجهاً لوجه.. بينما يوحنا يقول بأن أحداً لم يره.. وهم يدعون أن المسيح هو الله.. فكيف هذا؟!..